للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما دامت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تبدأونا، وإنما ننظر فيكم أمر الله» . ثم رجع إلى مكانه من الخطبة.

[ذكر اجتماع الخوارج بعد الحكمين]

وتوليتهم أمرهم عبد الله بن وهب وخروجهم عن الكوفة وانضمام خوارج البصرة إليهم، وما كاتبهم علىّ به وجوابهم وغير ذلك قال: ولمّا كان من أمر الحكمين ما ذكرناه، لقى بعض الخوارج بعضا واجتمعوا فى منزل عبد الله بن وهب الراسبى، فخطبهم، فزهّدهم فى الدنيا، وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ثم قال اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور الجبال أو بعض هذه المدائن منكرين لهذه البدع المضلّة، فقال حرقوص بن زهير: «إن المتاع بهذه الدنيا قليل، وإن الفراق لها وشيك، فلا تدعونّكم زينتها وبهجتها إلى المقام بها، ولا تلفتنكم عن طلب الحق وإنكار الظلم، فإن الله [١] مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون» وقال حمزة بن سنان الأسدى: «يا قوم، إن الرأي ما رأيتم فولّوا أمركم [٢] رجلا منكم، فإنه لا بد لكم من عماد وسناد وراية تحفون بها، وترجعون إليها» فعرضوها على زيد بن حصين [٣] الطائى فأبى، وعرضوها على حرقوص فأبى، وعلى حمزة بن سنان وشريح


[١] كذا جاء فى النسخة (ك) ، وجاء فى (ن) : «فالله» .
[٢] كذا جاء فى النسخة (ك) ، وجاء فى (ن) : (أموركم) .
[٣] كذا جاء فى المخطوطة، وهذا الاسم يقال فيه «حصن» كما ذكره ابن حجر فى الإصابة، ويقال فيه «حصين» كما ذكره الطبرى وابن الأثير، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك