قال ابن سعد: وفد وفد الصّدف «١» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهم بضعة عشر رجلا، على قلائص «٢» لهم، فى أزر وأردية، فصادفوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما بين بيته وبين المنبر، فجلسوا ولم يسلّموا فقال:«أمسلمون أنتم» ؟
قالوا: نعم. قال:«فهلّا سلّمتم» ، فقاموا فقالوا: السلام عليك أيّها النبىّ ورحمة الله، فقال:«وعليكم السلام، اجلسوا» فجلسوا، وسألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أوقات الصلوات فأخبرهم بها.
[ذكر وفد سعد هذيم]
قال ابن سعد يرفعه إلى أبى النعمان عن أبيه قال: قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وافدا فى نفر من قومى، فنزلنا ناحية من المدينة، ثم خرجنا نؤمّ المسجد، فنجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّى على جنازة فى المسجد، فانصرف فقال:«من أنتم» ؟ قلنا: من بنى سعد هذيم «٣» ، فأسلمنا وبايعنا، ثم انصرفنا إلى رحالنا، فأمر بنا فأنزلنا وضيّفنا فأقمنا ثلاثا، ثم جئناه نودّعه، فقال:«أمّروا عليكم أحدكم» وأمر بلالا، فأجازنا بأواق من فضّة، ورجعنا إلى قومنا فرزقهم الله الإسلام.