للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطّائفتين قتلى كثير. فبلغ ذلك عبيد الله فردّ كتامة وأنكر عليهم، فتفرّق بنو الأغلب وانصرفوا إلى دورهم، فتركهم عبيد الله ثم قبض عليهم فقتلوا على باب رقّادة؛ ثم تتبّع من بقى منهم فقتلهم. ولمّا استقامت الأمور لعبيد الله [٣٥] عهد إلى ولده أبى القاسم، وخرجت كتبه: من ولىّ عهد المسلمين محمد بن عبيد الله.

[ذكر أخبار من خالف على عبيد الله وما كان من أمرهم]

قال: وبقيت «١» بقيّة من المنافقين عليه، فساروا «٢» إلى بلد كتامة، فأقاموا غلاما حدثا من جبل أوراس من جهة أورسّه «٣» . وزعموا أنّه المهدىّ، ثمّ نحلوه النّبوّة، وزعموا أنّ الوحى يأتيه، وقالوا: أبو عبد الله حىّ لم يمت؛ وأباحوا الزّناء، وأحلّوا المحارم. وزحفوا إلى ميلة فأخذوها.

فبلغ ذلك عبيد الله «٤» فأخرج إليهم ولىّ العهد فى عسكر فحاصرها مدّة، ثم قاتلوه فهزمهم حتى انتهى بهم إلى البحر، وقتل منهم خلقا كثيرا، وأخذ الغلام الّذى نصبوه فأتى به إلى أبيه، فأمر بقتله، فقتل.

وخالف عليه أهل طرابلس، فأخرج إليهم عسكرا مع أبى يوسف، فحاصرها، ثمّ انصرف عنها ولم يفتحها، فخرج إليها بعد ذلك أبو القاسم، وقد قدّموا على أنفسهم ابن إسحاق القرشى، فكان خروجه يوم الأحد