للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتذروا؛ فردّ عليهم ردّا جميلا، وأخرج جماعة منهم إلى البلدان، فتفرّقت جماعتهم. وأخرج فيمن أخرج أبا زاكى بن معارك «١» إلى طرابلس، وكان غزوية بن يوسف واليا عليها «٢» ، فلمّا وصل إليه كتب إليه عبيد الله، فقتله وبعث برأسه إليه. وقتل جماعة منهم كذلك فى البلدان بصنوف من القتل.

وخرج أبو عبد الله فى بعض الأيام هو وأخوه أبو العبّاس يريدان قصر عبيد الله على العادة، فحمل غزوية بن يوسف «٣» على أبى عبيد الله، وحمل خير بن ماشيت «٤» على أبى العبّاس. فقال أبو عبد الله لابن غزوية: يا بنىّ لا تفعل. فقال: الّذى أمرتنا بطاعته أمرنا بقتلك. وقتلاهما فيما بين القصرين؛ وذلك فى يوم الاثنين، النّصف من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين؛ وأمر عبيد الله بدفنهما.

قال: وهذا اليوم هو اليوم الّذى قتل فيه أبو زاكى بطرابلس.

قال: ولما قتل أبو عبد الله وأبو العبّاس ثار جماعة من بنى الأغلب وأصرّوا على النّفاق، وكانوا بالقصر القديم، فأخرجوا منه الكتاميّين وقتلوا جماعة منهم، فأحاط به من حوله من كتامة، فقاتلهم بنو الأغلب، وقتل من