ذكر استخلاف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عتّاب بن أسيد على مكّة ورجوعه إلى المدينة
قال محمد بن إسحاق: ولما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عمرته استخلف عتّاب بن أسيد على مكّة، وخلّف معه معاذ بن جبل يفقّه الناس فى الدّين ويعلّمهم القرآن.
قال ابن هشام: لما استعمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عتّاب بن أسيد على مكة رزقة كلّ يوم درهما، فقام فخطب الناس فقال: أيّها الناس، أجاع الله كبد من جاع على درهم، قد رزقنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم درهما كلّ يوم، فليست بى حاجة إلى أحد.
قال: وحجّ عتّاب بالناس فى سنة ثمان على ما كانت العرب تحجّ عليه.
قال ابن سعد: ولما انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة سلك فى وادى الجعرانة، حتى خرج على سرف «١» ، ثم أخذ الطريق إلى مرّ الظّهران «٢» ، ثم إلى المدينة، فقدمها صلّى الله عليه وسلّم فى بقية ذى القعدة أو فى أوّل ذى الحجّة.
وقال ابن هشام: لستّ بقين من ذى القعدة. والله أعلم.
ذكر سريّة عيينة بن حصن الفزارىّ إلى بنى تميم
بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى المحرم سنة تسع من مهاجره إلى بنى تميم فى خمسين فارسا من العرب، ليس فيهم مهاجرىّ ولا أنصارىّ، وكان يسير الليل ويكمن النهار، فهجم عليهم فى صحراء- وكانوا فيما بين السّقيا وأرض بنى تميم، وقد