الصلح وأن يداوم الغزو حتى يفنيهم. فأتاه خبر على «١» بن إسحاق الملثم بخروجه على إفريقية. فصالحهم «٢» سنين. وعاد إلى مراكش فى آخر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
[ذكر ما فعله الملثم بافريقية]
قال: ولما عبر أبو يوسف يعقوب إلى الأندلس، وداوم الغزو، وانقطعت أخباره عن إفريقية، قوى «٣» طمع على بن إسحاق «٤» فيها. وكان بالبرية مع العرب «٥» . فعاود قصد إفريقية. وبث جنده فى البلاد وأكثر الفساد. وأظهر أنه إذا استولى على بجاية سار إلى المغرب. فوصل الخبر إلى أبى يوسف فصالح الفرنج، وعاد إلى مراكش عازما على قصده وإخراجه.
ولما عاد استعمل على مدينة تونس أبا سعيد عثمان بن عمر الهنتاتى وولى أخاه أبا على يونس بن عمر على المهدية. وجعل قائد الجيش «٦» بالمهدية محمد بن عبد الكريم، وهو رجل مشهور بالشجاعة. فعظمت