للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من جوفه مثل الجرو الأسود فشفى. وكانت فى كفّ شرحبيل الجعفى سلعة، تمنعه القبض على السيف وعنان الدابة، فشكاها إلى النبىّ صلّى الله عليه وسلّم، فما زال يطحنها بكفّه حتى رفعها ولم يبق لها أثر. وسألته جارية طعاما وهو يأكل، فناولها من بين يديه، وكانت قليلة الحياء، فقالت: إنما أريد من الذى فى فيك، فناولها ما فى فيه، ولم يكن يسأل شيئا فيمنعه، فلما استقر فى جوفها ألقى عليها من الحياء ما لم تكن امرأة بالمدينة أشدّ حياء منها.

[وأما الجراحات التى تفل عليها فبرأت فكثير]

منها أنه صلّى الله عليه وسلّم بصق على أثر سهم فى وجه أبى قتادة، فى يوم ذى قرد «١» ، قال: فما ضرب علىّ، ولا قاح «٢» . ومنها أن كلثوم بن الحصين رمى يوم أحد فى نحره، فبصق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيه فبرأ، وتفل على شجّة عبد الله ابن أنيس فلم تمدّ «٣» . وتفل فى رجل زيد بن معاذ حين أصابها السيف إلى الكعب حين قتل ابن الأشرف فبرئت، وعلى ساق على بن الحكم يوم الخندق، إذ انكسرت فبرئ مكانه وما نزل عن فرسه. وقطع أبو جهل يد معوّذ بن عفراء «٤» في يوم بدر، فجاء يحمل يده فبصق عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وألصقها فلصقت. رواه ابن وهب، ومن روايته: أن خبيب «٥» بن يساف أصيب يوم بدر مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بضربة على عاتقه حتى مال شقّه، فردّه رسول الله صلّى الله عليه