للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر مسير الراضى بالله لحرب البريدى]

فى هذه السنة أشار ابن رائق على الراضى بالله بالانحدار/ معه إلى واسط ليقرب من الأهواز ويراسل أبا عبد الله البريدى، فإن أجاب إلى ما يطلب منه وإلا قرّب قصده عليه، فأجاب الراضى بالله إلى ذلك. وانحدر أول المحرم فخالف الحجرية وقالوا:

هذه حيلة علينا ليعمل بنا مثل ما عمل بالساجية! فلم يلتفت ابن رائق إليهم، وانحدر ومعه بعضهم، ثم انحدروا بعده.

فلما صاروا بواسط اعترضهم ابن رائق فأسقط أكثرهم، فاضطربوا وثاروا فقاتلهم قتالا شديدا، فانهزم الحجرية وقتل منهم جماعة. ولما وصل المنهزمون إلى بغداد ركب لؤلؤ صاحب الشرطية ببغداد، ولقيهم وأوقع بهم، فاستتروا، فنهبت دورهم وقبضت أملاكهم، وقطعت أرزاقهم.

ولما فرغ ابن رائق منهم قتل من كان قد اعتقله من الساجية سوى صافى الخازن وهارون بن موسى، ثم أخرج مضاربه ومضارب الراضى بالله نحو الأهواز، وراسل البريدىّ فى تأخير الأموال وما قد ارتكبه من الاستبداد وإفساد الجيوش إلى غير ذلك، ثم قال له بعد ذلك: إنه إن حمل الواجب عليه وسلّم الجند الذين أفسدهم أقرّ على عمله وإن أبى قوبل بما يستحق. فلما سمع الرسالة جدّد ضمان الأهواز فى كل سنة بثلاثمائة ألف وستين ألف دينار يحمل كل شهر بقسطه وأجاب إلى تسليم الجيش إلى من/ يؤمر بتسليمه إليه، ممن يسير بهم إلى قتال ابن بويه إذ كانوا