مصر فى إمارة أحمد بن طولون ومن بعده، حتى استولى الروم عليها كما قدمنا.
واستمرت بيد الروم إلى أن استولى عليها مليح بن لاون الأرمنى، وذلك فى أيام العادل نور الدين الشهيد، بمساعدته، وهزم [مليح] جيش الروم فقوى عند ذلك البلاد، وكانت هزيمته للروم فى يوم الأحد سلخ شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وخمسمائة، وأسر من مقدميهم ثلاثين أسيرا، فأحسن إليه نور الدين وخلع عليه، وكتب إلى بغداد يعظم أمر الروم ويذكر أن هذا مليح الأرمنى من جملة غلمانه، وأنه كسر الروم، ومنّ بذلك على أهل بغداد.
واستمر ملك هذه البلاد فى هذا البيت إلى الآن.
[نعود إلى أخبار السلطان الملك الظاهر.]
قال: ثم رحل السلطان وخيم بموج أنطاكية، وانبثت العساكر فى تلك المروج ورعت الأعشاب، ثم رحل.
ذكر منازلة حصن القصير وفتحه «١»
هذا الحصن مما لم يفتحه السلطان الملك الناصر صلاح الدين بن يوسف ابن أيوب رحمه الله، وقيل إنه صالح عليه، وما زال لمن يكون بابا برومية؛ والبابا خليفة عند الفرنج ينفذ أمره وحكمه فى سائر ملوك الفرنج.
وأمر الحصن راجع إلى بترك «٢» أنطاكية، والفرنج تميزه وتؤثره. وأهله أهل شره ومنعة وفساد، وكان مضرة على الفرعة «٣» وتلك الجهات. ولما فتح السلطان