للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقّرر عليه ثلاثمائة ألف درهم يحملها إلى بيت المال، وسلمه إلى الأمير سيف الدين طوغان يستخرج منه ذلك. وفى شهر ربيع الآخر رسم للأمير ركن الدين العلائى أن يكون نائب السلطنة بحمص، فتوجه لذلك.

[ذكر عزل الصاحب عز الدين بن القلانسى عن وزارة الشام وانتداب أعدائه لمرافعته وخلاصه]

وفى الحادى والعشرين من شهر ربيع الآخر أوقع نائب السلطنة بدمشق الأمير سيف الدين كراى الحوطة على الصاحب عز الدين حمزة بن القلانسى، ورسم عليه بالدار الحسامية، ومنع الناس من الاجتماع به، وأمر بالكشف عليه ومحاققته على مباشرته [١] ، وهل تعرض للأموال؟ فما وجد فى مباشرته ما يشينه، فعدل عن ذلك إلى مطالبته بما انساق من البواقى [٢] على ضمان الجهات فى مدة مباشرته: وهو أربعون ألف درهم، فحملها إلى بيت المال.

ولما ظهر انحمال نائب السلطنة عليه انتدب لمرافعته نجم الدين عبد الرزاق بن الشهاب الدّنيسرى [٣] ، وكتب محضرا يتضمن أنه لما اشترى من وكيل السلطان الحصة من الرمثاء والفضالية، والتوجه [٤] كانت القيمة عن ذلك مائتى ألف درهم وأربعين ألف درهم [٦٨] وأنه ابتاع ذلك بمائة ألف وخمسين درهما، وشهد فى المحضر جمال الدين ابن شمس الدين ابن الشيخ صدر الدين سليمان الحنفى، وشرف الدين، وبهاء الدين أولاد عز الدين بن الشّيرجى، وشمس الدين ابن أفتكين. وقام فى ذلك الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك السعيد ابن الملك الصالح إسماعيل [٥] وحضر من حماة وهو الذى كان توكّل عن السلطان فى بيع الحصص المذكورة للرئيس عز الدين، فأحضر


[١] فى ص «مباشريه» .
[٢] البواقى: لفظ اصطلاحى، كان يطلق على ما يتأخر كل سنة عند الضمان والمتقبلين من مال الخراج، وكذلك ما يتأخر منه (خطط المقريزى ١: ٨٢) .
[٣] فى ك «الدنيشرى» والمثبت من ص، وف.
[٤] الرمثاء والفضالية والتوجه: كذا فى الأصول. ولعلها أسماء قرى أو ما أشبه ذلك ولم يتيسر لى التعريف به فى المراجع المختصة. وهى كذلك فى البداية والنهاية ١٤: ٦١.
[٥] هذا اللفظ سقط من ك.