للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقدّم أمره بهدم سور طبريّة وهدم يافا وأرسوف وقيساريّة، وهدم سور صيدا وجبيل ونقل أهلها إلى بيروت. فلمّا علم الفرنج أنّ العساكر قد تفرّقت نهضوا للقتال بغتة وهجموا على الميمنة وفيها مخيّم الملك العادل، فلما بصر بهم ركب فيمن معه، وتلاحقت به العساكر، واقتتلوا، فكانت من أعظم الوقائع، قتل فيها خلق كثير من الفرنج.

قال: ولقد خضت فى الدّماء بدابّتى واجتهدت أن أعدّهم فما قدرت على ذلك لكثرتهم وتفرّقهم؛ وشاهدت منهم امرأتين مقتولتين.

وكانت هذه الوقعة فيما بين الظّهر والعصر فى الميمنة وبعض القلب، ولم نفقد من المسلمين فيها غير عشرة غير معروفين «١» .

قال: ولمّا أخبر من بعكّا من المسلمين بهذه الوقعة خرجوا إلى مخيّم العدوّ من البلد، وجرى بينهم مقتلة عظيمة انتصر فيها المسلمون، ونهبوا ما كان بخيام الفرنج من الأقمشة وغيرها، حتى الطّعام الذى فى القدور، وسبوا النّساء.

قال: واختلف النّاس فى عدد من قتل من الفرنج فى هذه الوقعة، فقيل ثمانية آلاف، وقيل سبعة آلاف، ولم ينقصهم حازر عن خمسة آلاف «٢»

[١٣٢] ذكر وصول الكندهرى إلى عكّا نجدة للفرنج وما جدّده من آلة الحصار

قال: ثمّ وصل الكندهرى «٣» فى البحر نجدة للفرنج فى عدد كثير أضعاف ما نقص منهم، ففرّق الأموال واستخدم؛ ونصب المجانيق على