للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر مقتل كليب وائل]

قال: فأجمشت جسّاسا، فركب فرسا له مغرورا به، وتبعه عمرو بن الحارث ابن ذهل بن شيبان على فرسه، ومعه رمحه، حتى دخلا على كليب الحمى، فطعنه جسّاس فقصم صلبه، وطعنه عمرو بن الحارث من خلفه فقطع قطنه، فوقع كليب وهو يفحص برجله وقال لجسّاس: أغثنى بشربة من ماء، فقال له: تجاوزت شبيثا «١» والأحصّ «٢» ، ففى ذلك يقول عمرو بن الأهتم:

وإنّ كليبا كان يظلم قومه ... فأدركه مثل الذى تريان

فلمّا حشاه الرمح كفّ ابن عمّه ... تذكّر ظلم الأهل أىّ أوان

وقال لجسّاس أغثنى بشربة ... وإلّا فخيّر من رأيت مكانى

فقال تجاوزت الأحصّ وماءه ... وبطن شبيث وهو غير زؤان

وقال نابغة بنى جعد:

أبلغ عقالا أنّ خطّة داحس ... بكفّيك فاستأخر لها أو تقدّم

كليب لعمرى كان أكثر ناصرا ... وأيسر ذنبا منك ضرّج بالدّم

رمى ضرع ناب فاستمرّ بطعنة ... كحاشية البرد اليمانى المسهّم

وقال لجسّاس أغثنى بشربة ... تدارك بها منّا علىّ وأنعم

فقال تجاوزت الأحصّ وماءه ... وبطن شبيث وهو ذو متوسّم

قال: فلما قتل كليب ارتحلت بنو شيبان حتى نزلوا بماء يقال له النّهى، وتشمّر المهلهل أخو كليب- واسمه عدىّ بن ربيعة، وإنما قيل له المهلهل لأنه