للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشّام بأسرها «١»

ذكر الغلاء الكائن بالدّيار المصريّة

كان ابتداؤه فى سنة سبع وخمسين وأربعمائة واشتدّ من سنة إحدى وستّين، وقلّت الأقوات فى الأعمال حتّى أكل النّاس الميتة؛ وتزايد فى سنة اثنتين وستّين: وكثر الوباء بالقاهرة ومصر حتّى إنّ الواحد كان يموت فى البيت فيموت فى بقيّة اليوم أو اللّيلة كلّ من بقى فيه. وخرج من القاهرة ومصر جماعة كثيرة إلى الشّام والعراق؛ وأكل بعض النّاس بعضا. ودام ذلك إلى سنة أربع وستّين. وشبّهت هذه السّنين بسنى يوسف عليه السلام.

قال ابن الهمذانى فى تاريخه «٢» : وفى سنة اثنتين وستّين وأربعمائة ورد إلى بغداد من مصر الرّجال والنساء هربا من الجوع والفتنة، وأخبروا أنّ بعضهم أكل بعضا. وورد التّجار ومعهم ثياب صاحب مصر وآلاته وذخائره؛ وكان معهم أشياء كثيرة نهبت عند القبض على الطّائع، فى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة؛ وما نهب فى وقعة البساسيرى «٣» .

قال: وخرج من خزانة المستنصر بالله أشياء عظيمة، من جملتها ثلاثون ألف قطعة بلور كبار، وخمسة وسبعون ألف ثوب ديباج خسروانى «٤» ،