وقدم قيس بن [أبى «١» ] غرزة الأحمسىّ- وقيل غرزة بن قيس البجلىّ- فى مائتين وخمسين رجلا من أحمس، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«من أنتم» ؟ فقالوا: نحن أحمس «٢» الله. وكان يقال لهم ذاك فى الجاهلية. فقال لهم:«وأنتم اليوم لله» . وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبلال:«أعط ركب بجيلة وابدأ بالأحمسيّين» ففعل. وسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جرير ابن عبد الله «ما فعل ذو الخلصة «٣» » ؟ قال: هو على حاله، قد بقى والله، نريح منه إن شاء الله، فبعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى هدمه، وعقد له لواء فقال:
إنى لا أثبت على الخيل فمسح صدره، وقال:«اللهم اجعله هاديا مهديا» فخرج فى قومه وهم زهاء مائتين، فما أطال الغيبة حتى رجع؛ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«هدمته» ؟ قال: نعم، والذى بعثك بالحقّ، وأخذت ما عليه وأحرقته بالنار، فتركته كما يسوء من يهوى هواه، وما صدّنا عنه أحد. قال فبرّك «٤» رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ على خيل أحمس ورجالها.
[ذكر وفد خثعم]
قالوا: وفد عثعث بن زحر، وأنس بن مدرك، فى رجال من خثعم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ما هدم جرير بن عبد الله ذا الخلصة، وقتل من قتل من خثعم، فقالوا: آمنا بالله ورسوله، وما جاء من عند الله، فاكتب لنا كتابا نتبع ما فيه؛ فكتب لهم كتابا شهد فيه جرير بن عبد الله ومن حضر.