بالرحبة، وشكى قتلمش بن عم السلطان ما لقى من أهل سنجار في العام الماضى، عند انهزامه من البساسيرى، وأنهم قتلوا رجاله، فسيّر العساكر إليهما، فصعد أهل سنجار على السّور، وسبّوا السلطان، وأخرجوا جماجم القتلى وقلانسهم، وجعلوها على القصب، ففتحها السلطان عنوة، وقتل أميرها علىّ بن «١» مرحا، وخلقا كثيرا من رجالها، وسبى نساءهم، وسأل إبراهيم ينال في الباقين، فتركهم السلطان، وسلّمها هى والموصل إلى أخيه إبراهيم ينال.
والله أعلم بالصواب.
ذكر عودة السلطان الى بغداد
قال: وكان عود السلطان إلى بغداد، فى سنة تسع وأربعين، فخرج رئيس الرؤساء إلى لقائه، وأبلغه سلام الخليفة، واستيحاشه، فقبّل الأرض، وقدم رئيس الرؤساء جاما من ذهب فيه جواهر، وألبسه فرجية جاءت معه من عند الخليفة، فلبسها، ووضع العمامة على مخدّته، فقبل السلطان الأرض، ولم يمكن أصحابه من النزول فى دور الناس، وطلب الاجتماع مع الخليفة فأذن له في ذلك، وجلس الخليفة يوم السبت لخمس بقين من ذى القعدة من السنة جلوسا عاما، وحضر وجوه عسكر السلطان، وأعيان بغداد، وحضر السلطان والخليفة جالس على سرير عال من الأرض، نحو سبعة أذرع، وعليه بردة النبى صلى الله عليه وسلّم، وبيده القضيب الخيزران، فقبل