للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ملك محمود بن سبكتين خراسان]

قال: وفي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة كانت ولاية محمود بن سبكتكين خراسان من قبل الأمير نوح بن منصور السامانى عوضا عن أبى على بن سيمجور، ولقّبه الأمير نوح سيف الدولة، ولقّب سبكتكين ناصر الدولة، وأقام محمود بنيسابور، ثم كانت بينه وبين بن على ابن سيمجور وقعة في سنة خمس وثمانين، فانهزم محمود، ثم جمع عساكره وعساكر أبيه، فأخرجا بن سيمجور عنها في بقية السنة، واستقر ملك محمود بخراسان على ما قدمناه في أخبار الدولة السامانية.

[ذكر وفاة ناصر الدولة سبكتكين وولاية ولده اسماعيل]

كانت وفاته رحمه الله في شعبان سنة سبع وثمانين وثلثمائه، وكان إذ ذاك ببلخ، وقد جعلها مقر ملكه، وابتنى بها دورا ومساكن، فمرض وطال مرضه، فارتاح إلى هواء غزنة، فسار عن بلخ، فمات في طريقه، ونقل إلى غزنة، فدفن بها. وكانت مدة ملكه نحوا من عشرين سنة، وكان عادلا خيّرا، كثير الجهاد، حسن الاعتقاد، فاضلا عارفا، له نظم ونثر وخطب في بعض الجمع، وكان يقول بعد الدعاء للخليفة: «رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ، وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ، فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِماً، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ»

«١» .

ولما حضرته الوفاة عهد إلى ولده إسماعيل بالملك، وكان أصغر