وثلاثين. وأقام الناس بغير قاض ثلاثة أشهر، ثم ولى أبو الفضائل هبة الله بن عبد الوارث الأنصارى لإحدى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة منها. ثمّ جرت مفاوضة بينه وبين «النبيه»«١» أبى الحسن على بن «اسماعيل»«٢» ، قيل أدّت الى مصافعة خرج فى أثنائها القاضى إلى القصر وهو مخرّق الأثواب وقد تحلّقت عمامته فى حلقه، فعظم على الحافظ خروجه على هذه الهيئة وغرّمه مائتى دينار؛ واستناب أبا طاهر إسماعيل ابن سلامه الأنصارى، فأقام فى النّيابة إلى مستهلّ المحرّم سنة خمس وثلاثين، فوفّر جارى القضاء، وهو أربعون دينارا فى كل شهر، وخدم لجارى التّقدمة فى الدّعوة، وهو ثلاثون دينارا، فى الوظيفتين؛ فأجيب إلى ذلك وأقام إلى أن صرف لسبع خلون من صفر سنة ثلاث وأربعين، وبقى على الدّعوة. وولى القضاء أبو الفضائل يونس بن محمد بن الحسين المقدسى إلى آخر المدّة «٣» .
ذكر بيعة الظّافر بأعداء الله
هو أبو المنصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله، وهو الثّانى عشر من ملوك الدّولة العبيديّة والتّاسع من ملوك الدّيار المصريّة منهم. بويع له بعد وفاة أبيه لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة. واستوزر الأمير نجم الدّين أبا الفتح سليم بن محمّد بن