إن الخوف منعه من الحضور، ولا لوم على من خاف من السلطان، فأجابه سنجر إلى إعادة بلده، وفارق غزنة، وعاد إلى خراسان، ورجع بهرام شاه إلى غزنة.
[ذكر الحرب بين السلطان سنجر وخوارزم شاه]
وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، سار السلطان سنجر إلى خوارزم شاه أتسز بن محمد؛ وذلك أنه بلغه أنه يحدث نفسه بالامتناع عليه، وترك خدمته، وجمع خوارزم شاه عسكره، والتقوا فانهزم أصحاب خوارزم شاه، ولم يثبتوا، وقتل ولد خوارزم شاه، وملك السلطان «خوارزم» ، وأقطعها غياث الدين سليمان شاه، ولد أخيه محمد، وعاد إلى مرو، في جمادى الآخرة منها، وهذه الحرب هى التى أوجبت الفتن العظيمة، التى نذكرها إن شاء الله تعالى.
[ذكر انهزام السلطان سنجر من الأتراك الخطا، وملكهم ما وراء النهر]
وفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة، كانت الحرب بين السلطان سنجر وبين الخطا؛ وسبب ذلك أن خوارزم شاه لما قتل ابنه في حرب السلطان، كما ذكرناه، حمله الألم إلى أن راسل ملك الخطا يستدعيه، لقصد سنجر وملك بلاده، ويهون عليه أمره، فصار في ثلاثمائة ألف عنان، وسار سنجر إليه بجميع عساكره، والتقوا بما وراء النهر، واقتتلوا قتالا شديدا، وانجلت الحرب عن هزيمة سنجر، وقتل من أصحابه مائة ألف قتيل، فيهم اثنا عشر ألفا كلهم أصحاب