للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الباب الثالث من القسم الخامس من الفن الخامس فى أخبار الدولة الأموية]

أول من ملك من ملوك هذه الدولة معاوية بن أبى سفيان، هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبى سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصىّ بن كلاب، يجتمع نسبه ونسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عبد مناف بن قصى.

وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

ولى معاوية دمشق عاملا لعمر بن الخطاب رضى الله عنه، فى سنة ثمانى عشرة [١] كما ذكرنا ذلك فى خلافة عمر، [وأقام بقية أيّام عمر] [٢] وأيام عثمان بن عفّان رضى الله عنهما بكمالها إلى أن قتل.

فلما بويع علىّ رضى الله عنه امتنع من مبايعته، وكان بينهما من الحروب ما ذكرناه فى خلافة على.

وسلّم عليه بالإمارة [٣] بعد اجتماع الحكمين فى سنة سبع


[١] قال ابن عبد البر فى الاستيعاب ج ٣ ص ٣ ص ٣٩٥: «ولاه عمر على الشام بعد موت أخيه يزيد» ثم ذكر أن ذلك كان فى ستة تسع عشرة.
[٢] ثبتت هذه الجملة فى النسخة (ن) وسقطت من النسخة (ك) .
[٣] المعروف أنه صار أميرا على الشام يجعله عاملا للخليفة هناك، قال أبو عمر فى الاستيعاب ج ٣ ص ٣٩٨: «كان أميرا بالشام نحو عشرين سنة وخليفة مثل ذلك» وأما بعد اجتماع الحكمين فقد سلم عليه أصحابه وأهل الشام خاصة بالخلافة، قال ابن جرير الطبرى فى تاريخ سنة ٣٧ بعد اجتماع الحكمين ج ٤ ص ٥٣: «ثم انصرف عمرو وأهل الشام إلى معاوية وسلموا عليه بالخلافة» . وسيصرح المؤلف بهذا فى (ذكر ملك عمرو ابن العاص مصر) .