وفى هذا التاريخ، وصلت كتب الأمير علاء الدين الخزندار مقدم العسكر المتوجه إلى الصعيد بسبب العربان عند ما قتلوا الأمير عز الدين الهواش متولى الأعمال القوصية يذكر تبديد شملهم وأبادتهم وأنه أراح المسلمين من فسادهم.
وفى شعبان منها توالى وصول جماعة ممن كان صحبه الأمير شمس الدين أقش البرلى من العزيزية والناصرية، فأحسن السلطان إليهم، ولم يؤاخذهم بما كان منهم.
[ذكر عود رسل السلطان من جهة الأشكرى وخبر مسجد القسطنطينية]
وفى هذه السنة، وصل الأمير فارس الدين أقش «١» المسعودى الذى كان توجه رسولا إلى الأشكرى، وكان الأشكرى قد سير رسولا إلى السلطان يلتمس بطركا للنصاوى الملكيين «٢» فعين لذلك الرشيد الكحال، وسيّر إليه صحبة الأمير فارس الدين المذكور، فأكرمه الأشكرى وأكرم من صحبه من الأساقفة، وصادف وصولهم إلى الأشكرى فتح القسطنطينية، فركب يوما ليفرج فارس الدين المذكور فيها وفى عمارتها. فمر بمكان وقال: هذا جامع، وقد أبقيته ليكون ثوابه للسلطان. فلما سمع السلطان هذا الخبر استبشر به وفرح فرحا عظيما. وأمر لوقته بتجهيز الحصر العبدانى «٣» والقناديل المذهبة والستور المرموقه والسجادات والمباخر والعنبر والعود والمسك وماء الورد.