للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الأمراء والوزراء والمقدمين والمفاردة والخواص حتى البرد «١» دارية وجميع الحاشية، وتصدق بجملة عظيمة من الدراهم والغلال على الفقراء، وفرق كساوى بالجوامع.

ذكر خبر الحريق بالقاهرة ومصر واتهام أهل الذمة وما قرره عليهم من الأموال بسببه «٢»

وفى هذه السنة فى جمادى الآخرة، وقعت نار بحارة الباطلية بالقاهرة، فأوقب ثلاثا «٣» وستين دارا جامعة. ثم كثر الحريق بعد ذلك بمصر حتى احترق من رباعها المشهورة ربع فرح، وكان وقفا على الأشراف بالمدينة، وأكثر ربع العادل وغير ذلك. وكانت توجد لفايف من المشاق والكبريت والأصناف النفطية على الأسطحه. وشاع الخبر أن النصارى يفعلون ذلك لأجل ما فعله السلطان ببلاد الفرنج من إحراق الكنائس. فجمع السلطان عند عوده من الشام النصارى واليهود، وأنكر عليهم هذه الأمور التى تفسخ عهودهم، وأمر بتحريقهم. فجمع منهم عالم كثير تحت القلعة وأحضرت الأحطاب والحلفا.

فسأل أهل الذمة مراحم السلطان، فقرر عليهم حمل خمسمائة ألف دينار إلى بيت مال المسلمين، والتزم بتوزيعها واستخراجها بطرك النصارى، والتزموا أنهم لا يعودون إلى شىء مما كانوا يعتمدونه من المنكرات، ولا يخرجون عن الذمة وشرطها وحمل المال المقرر شيئا بعد شىء.