وفى هذه السنة، اعتقل السلطان الأمير نور الدين زامل بن على «١» ، وكان قد حصل منه إساءات وفتن مرة بعد أخرى. وقبض السلطان عليه ثم أطلقه وأصلح بينه وبين الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا، والأمير أحمد بن حجى، والأمير هارون، وحلفهم، وأعاد إقطاع زامل إليه وإمرته. فلما توجه لم يتأن إلى أن يصل البلاد بل ساق من أوائل الرمل [وهجم على بيوت عيسى «٢» ] وأفسد، وأمسك قصاد السلطان ومملوك الأتابك المتوجه إلى شيراز، وأخذ منهم الكتب، وتقرب بها إلى هولاكو، وتوجه إليه وأطمعه فى البلاد فأعطاه إقطاعا فى العراق. وتوجه [زامل] إلى الحجاز فنهب وقتل وانتهك حرمة الأشراف، وحضر إلى أوائل الشام «٣» . وكان السلطان قد أعطى إقطاعه وإمرته لأخيه أبى بكر، فراسل زامل السلطان فى طلب العفو، فتقرر حضوره فى وقت معلوم وأنه متى تأخر عنه ليس له عهد ولا أيمان، فتأخر عن المدة المعينة ثم وصل فاعتقله السلطان.
وفيها: حضر إلى السلطان نعجة قد ولدت خروفا على صورة الفيل له خرطوم طويل وأنياب وإلية خروف.
وفيها: جهز السلطان الأخشاب والحديد والرصاص والآلات والصناع «٤» ، فكانوا ثلاثة وخمسين رجلا لإتمام عمارة الحرم الشريف النبوى. وأنفق فيهم الأموال وجهز معهم المئونة، وندب لذلك الطواشى شهاب الدين محسن الصالحى «٥» ،