بالمملكة الحلبية، أن يوجه من يغير «١» على بلاد سيس، بسبب ما كان الأرمن اعتمدوه، من إحراق جامع حلب، لما جاءوا صحبة التتار. وجرد السلطان عسكرا من الديار المصربة، ومن عسكر الشام لذلك. فتوجهوا وأغاروا، ووصلوا إلى مدينة أياس، فقتلوا من أهلها جماعة، ونهبوا وخربوا. فلما عادوا ووصلوا إلى باب اسكندرونه، أتاهم عسكر الأرمن فاقتتلوا. فانهزم الأرمن، وتبعهم العسكر إلى تل حمدون، واقتلعوا جماعة من خيالتهم، وعاد العسكر الإسلامى بالظفر والغنيمة.
[ذكر فتوح حصن المرقب]
وفى سنة أربع وثمانين وستمائة، توجه السلطان الملك المنصور إلى المرقب، ونازله فى أوائل شهر ربيع الأول. وذلك أن أهله فعلوا ما يوجب نقض الهدنة، التى كانت حصلت بينهم وبين السلطان، على ما نذكرها فى حوادث السنين، ولم يتفقوا عند شروطها. فحاصر السلطان الحصن، وعملت النقوب، وأشرفت الفرنج على أنه يفتح عنوة. فطلبوا الأمان، وسلموا الحصن. فتسلمه السلطان، وذلك فى الساعة الثامنة من نهار الجمعة سابع «٢» عشر شهر ربيع الأول. وكان هذا الحصن لبيت الاسبتار، وجهز أهله إلى طرابلس.
[ذكر غزوتى النوبة الأولى والثانية]
كانت الغزوة الأولى فى سنة ست وثمانين وستمائة. وذلك أن السلطان الملك المنصور، جهز الأمير علم الدين سنجر المسرورى، المعروف بالخياط، متولى