للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصحبها جماعة من الرسل، وعدة فى الخواتين وقاضى مدينة صراى، وتوجهوا من جهة الملك أزبك وركبوا البحر فى ثانى شهر رمضان سنة تسع عشرة وسبعمائة، وحصل لهم مشقة عظيمة إلى أن وصلوا إلى ثغر الإسكندرية فى شهر ربيع الأول سنة عشرين وسبعمائة.

[ولما طلعت الخاتون من المركب جعلت فى خركاة مذهبة على عجلة]

وجرها المماليك إلى دار السلطنة بالثغر، وأجريت لهم الإقامات المتوفرة، وجهز السلطان إلى خدمتها جماعة من الحجاب وثمان عشرة حراقة [١] فركبت الخاتون فى الحراقة الكبرى السلطانية وركب بقية من معها فى بقية الحراريق، ووصلت الخاتون إلى الساحل المقابل للقاهرة من بحر النيل فى يوم الإثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة عشرين وسبعمائة وفرشت مناظر الميدان السلطانى لنزولها، ولما وصل ركب الأمير سيف الدين أرغون نائب السلطنة الشريفة وجماعة من الأمراء والمماليك السلطانية الأكابر، وتوجهوا إلى خدمتها وحملت من الحراقة فى محفة على أكتاف مماليك نائب السلطنة إلى أن استقرت بقاعة الميدان السلطانى، وضرب لها أيضا بالميدان دهليز أطلس معدنى كان قد عمل للسلطان، ومد لها ولمن معها أسمطة تصلح لمثلها، وأجريت عليهم الإقامات.

فلما كان فى يوم الخميس الثامن والعشرين من الشهر أحضر السلطان الرسل وهم رسل الملك أزبك ورسل ملك الكرج ورسل الأشكرى فمثلوا بين يديه، أو أدوا ما معهم من الرسائل وأحضروا الكتب والتقادم، ثم أمر السلطان نائبه الأمير سيف الدين أرغون والأمير سيف الدين بكتمر [٢] الساقى وهو من أخص مماليكه أن يتوجها إلى الميدان وينظرا الخوند الخاتون الواصلة، فتوجها إليها ورأياها- فيما بلغنى- ونقلت فى بقية النهار إلى قلعة الجبل وحملت


[١] الحراقة: نوع من السفن الحربية كانت تستخدم لحمل الأسلحة النارية، وكانت بها مرام تلقى منها النيران على العدو، وكان فى مصر نوع آخر منها استخدم فى النيل لحمل الأمراء ورجال الدولة فى الاستعراضات البحرية والحفلات الرسمية. وأنظر محيط المحيط، وخطط المقريزى ٢: ١٩٤، ١٩٥.
[٢] فى ك «أكتمر الساف «» والمثبت من ص، وف، والنجوم الزاهرة ٩: ٣٠٠، والدليل الشافى ١: ١٩٤.