بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى جمادى الأولى سنة ستّ من مهاجره فى سبعين ومائة راكب إلى العيص- وبينها وبين المدينة أربع ليال، وبينها وبين ذى المروة ليلة- وذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بلغه أن عيرا لقريش قد أقبلت من الشام، فبعثه ومن معه ليتعرض لها، فأخذوها وما فيها، وأخذ يومئذ فضة كثيرة لصفوان بن أمية، وأسروا ناسا ممّن كان فى العير، منهم أبو العاص بن الربيع، وقدم بهم المدينة، فاستجار أبو العاص بزينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأجارته، ونادت فى الناس حين صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الفجر: إنى قد أجرت أبا العاص. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [ما علمت «١» بشىء من هذا] قد أجرنا من أجرت. ورد عليه ما أخذ «٢» له كما تقدّم.
ذكر سرية زيد بن حارثة إلى الطّرف إلى بنى ثعلبة
بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى جمادى الآخرة سنة ستّ من مهاجره إلى الطّرف- وهو ماء قريب من المراض، دون النّخيل، على ستة وثلاثين ميلا من المدينة، طريق البقرة على المحجّة- فخرج إلى بنى ثعلبة فى خمسة عشر رجلا فأصاب نعما وشاء، وهربت الأعراب، وصبّح زيد بالنّعم المدينة، وهى عشرون بعيرا، ولم يلق كيدا، وغاب أربع ليال، وكان شعارهم «أمت أمت» .