للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر أخبار ناصر الدولة سبكتكين وابتداء أمره وما كان منه الى أن ملك

كان سبكتكين من غلمان أبى إسحاق بن [البتكين] «١» صاحب جيش غزنة للسامانية، وكان مقدما عنده، وعليه مدار أمره، وقدم إلى بخارى أيام الأمير منصور بن نوح مع أبى إسحاق، فعرفه أرباب تلك الدولة بالعقل والعفة وجودة الرأي، وعاد معه إلى غزنة، ثم لم يلبث أبو إسحاق أن توفى، ولم يخلف من أهله وأقاربه من يصلح المتقدم، فأجمع أصحابه رأيهم على سبكتكين، فقدموه عليهم، وولّوه أمرهم، وحلفوا له وأطاعوه، فأحسن السيرة فيهم، وساس أمورهم، وجعل نفسه كأحدهم في الحال والمال، وكان يدخر من إقطاعه ما يعمل منه طعاما لهم في كل أسبوع مرتين. فعظم شأنه، وارتفع قدره، وحسن ذكره، وتعلقت الأطماع بالاستعانة به.

ذكر ولايته «٢» قصدار وبست

كان سبب ذلك أن طغان خان صاحب بست خرج عليه أمير يعرف ببابى تور «٣» ، فملك مدينة بست منه، وأجلاه عنها بعد حرب شديدة، فاستغاث بسبكتكين، والتزم بمال يحمله إليه في