وتعود؛ فتهدمت الأبنية، وغارت المياه وهلك تحت الرّدم ما لا يحصى من العالم، وكذلك كانت أيضا بالرّىّ والطالقان «١» .
[ذكر ظهور المستجير بالله]
وفى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ظهر بأدربيجان رجل من أولاد عيسى بن المكتفى بالله وتلقّب بالمستجير بالله وبايع للوصى من آل محمد، ولبس الصّوف، وأظهر العدل، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر. وكثر أتباعه واستفحل أمره، فسار إليه جستان «٢» وإبراهيم ابنا المرزبان صاحب أذربيجان والتقوا فاقتتلوا، فانهزم أصحاب المستجير وأخذوه أسيرا فعدم فقيل إنه مات! وفيها أسلم من الأتراك نحو مائتى ألف خركاه «٣» .
[ذكر ضمان الحسبة والقضاء والشرطة ببغداد]
/ وفى سنة خمسين وثلاثمائة مات القاضى أبو السائب «٤» عتبة بن عبد الله وقبضت أملاكه وتولى قضاء القناة أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبى الشوارب، وضمن أن يؤدى فى كل سنة مائتى ألف درهم ولم يسمع بمثل ذلك فيما سلف! فلم يأذن له الخليفة المطيع لله بالدخول إليه، وأمر أن لا يحضر الموكب لما ارتكبه من ضمان القضاء، ثم ضمنت الحسبة والشرطة. ثم عزل ابن أبى الشوارب عن