ماردين. ودخل ابن المشطوب إلى تل أعفر «١» . فسار إليه فارس الدين بن صيره من نصيبين، وبدر الدين لؤلؤ من الموصل، وحصراه بها. فاستنزله الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ بالأمان، وحمله معه إلى الموصل، ثم قيده وبعث به إلى الملك الأشرف. فاعتقله بالجب فمات بالجوع والقمل. وكانت وفاته فى سنة تسع عشرة وستمائة. على ما نذكره.
[ذكر وصول الصاحب صفى الدين بن شكر ووزارته]
وفى مستهل ذى الحجة، سنة خمس عشرة وستمائة، قدم الصاحب صفى الدين بن شكر من آمد، وكان السلطان قد استدعاه. فلما قدم، ركب إليه وتلقاه وأكرمه وذكر له السلطان ما يحتاج إليه من الأموال والكلف، فالتزم له بتحصيل ذلك. وشرع فى مصادرات أرباب الأموال والتجار والأكابر. وقرر التبرع على الأملاك، وأحدث حوادث كثيرة. وجبى الأموال، حتى من الساسة والصوانع والمغانى ومعلمى المكاتب، وغيرهم.
[واستهلت سنة ست عشرة وستمائة:]
فى مستهل المحرم منها، أمر السلطان بخروج أهل مصر والقاهرة، لقتال الفرنج. فخرج الناس. وأقام الصاحب بالقاهرة إلى سابع عشرين من شهر