للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما جاء «١» به على وجه المجون قول بعضهم:

اكشفى وجهك الذى أوحلتنى ... فيه من قبل كشفه عيناك

غلطى فى هواك يشبه عندى ... غلطى فى أبى علىّ بن زاكى

ومما جاء فى النسيب «٢» على وجه التشبيه قول امرئ القيس:

عوجا على الطلل المحيل لعلّنا ... نبكى الديار كما بكى ابن حمام «٣» .

وأما تأكيد المدح بما يشبه الذمّ

- فهو ضربان: أفضلهما أن يستثنى من صفة ذمّ منفيّة عن الشىء صفة مدح «٤» بتقدير دخولها فيها، نحو قوله تعالى:

(لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً)

فالتأكيد فيه من جهة أنه كدعوى الشىء ببيّنة، وأن الأصل فى الاستثناء الاتصال، فذكر أداته قبل ذكر ما بعدها يوهم إخراج الشىء ممّا قبلها، فإذا وليها صفة مدح جاء التأكيد.

والثانى: أن يثبت لشىء صفة مدح ويعقّب بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى له، كقوله صلّى الله عليه وسلم: «أنا أفصح العرب بيد أنّى من قريش» وأصل الاستثناء فى هذا الضرب أيضا أن يكون منقطعا، لكنه باق على حاله لم يقدّر