بيته والقواد ووجوه الناس، وكان كتب إلى طاهر وهو بالرقة ليوافيه بالنهروان فأتاه بها، ودخل بغداد فى منتصف صفر ولباسه ولباس أصحابه الخضرة، فنزل الرصافة ثم تحوّل فنزل قصره على شاطئ دجلة، وأمر القواد أن يقيموا فى معسكرهم، وكان الناس يحرقون كل ملبوس يرونه من السواد على إنسان، فمكثوا ثمانية أيام كذلك، فتكلم بنو العباس وقواد خراسان، فقيل إنه أمر طاهر بن الحسين أن يسأل حوائجه، فكان أول حاجة سألها أن يلبس السواد، فأجابه إلى ذلك وجلس المأمون للناس وأحضر سوادا فلبسه، ودعا بخلعة سوداء فألبسها طاهرا، وخلع على قوّاده السواد، وذلك لسبع بقين من صفر منها.
وفى هذه السنة أمر المأمون بمقاسمة أهل السواد على الخمسين، وكانوا يقاسمون على النصف. وحجّ بالناس فى هذه السنة عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن على بن أبى طالب «١» ، وأستعمله المأمون على الحرمين، وفى هذه السنة أعنى سنة أربع ومائتين مات الإمام محمد بن إدريس الشافعى بمصر، ومولده سنة خمسين ومائة رحمه الله ورضى عنه.
[ودخلت سنة خمس ومائتين]
[ذكر ولاية طاهر بن الحسين خراسان]
فى هذه السنة استعمل المأمون طاهر بن الحسين على المشرق- من مدينة السلام إلى أقصى عمل المشرق، وكان قبل ذلك يتولى الشرط بجانبى بغداد، فشخص طاهر من يومه وذلك لليلة بقيت من ذى القعدة، وقدم