للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسلّم أيضا ما قارب هذا الحصن من الحصون وهو الشوبك، وهرمز، والوعيرة، والسلع فأمنت القلوب من تلك الجهة «١» .

[ذكر فتح قلعة صفد]

قال: ولمّا وصل السّلطان إلى دمشق أشير عليه أن يفرّق العساكر، فقال: إنّ العمر قصير والأجل غير مأمون، وقد بقى بيد الفرنج هذه الحصون: صفد والكوكب، ولا بدّ من الفراغ من ذلك فإنّهما فى وسط بلاد الإسلام. وأقام بدمشق إلى منتصف شهر رمضان من السّنة، وسار إلى قلعة صفد، فحصرها ونصب عليها المجانيق، وداوم الرّمى ليلا ونهارا، فسألوا الأمان، فأمّنهم وتسلّمها، وخرج أهلها إلى صور «٢» .

[ذكر فتح كوكب]

قد قدّمنا «٣» أنّ السلطان كان قد جعل على كوكب الأمير قايماز النّجمى «٤» . فلمّا حصر السّلطان صفد أرسل من بصور من الفرنج نجدة من جهاتهم إلى كوكب، وهم مائتا رجل من الشّجعان، فظفر بهم قايماز فقتلهم عن آخرهم، وأرسل إلى السلطان المقدّمين عليهم، وهما رجلان من فرسان الأسبتار، فأمر بقتلهما، فقال أحدهما ما أظن أنّنا ينالنا سوء بعد أن رأينا وجهك الصّبيح. فعفا عنهما واعتقلهما.

ولما ملك صفد سار عنها إلى كوكب وشدّد الحصار ووالى الزّحف، وأشرف على أخذها، فسأل الفرنج الأمان فأمّنهم وأطلقهم، وتسلّم