للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سريّة زيد بن حارثة إلى القردة

(بالقاف، وضبطه ابن الفرات بالفاء وكسر الراء المهملة) بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لهلال جمادى الآخرة، على رأس ثمانية وعشرين شهرا من الهجرة، وهى أوّل سريّة خرج زيد فيها أميرا يعترض لعير قريش فيها صفوان بن أميّة، وحويطب بن عبد العزّى، وعبد الله بن أبى ربيعة، ومعه مال كثير، وكان دليلهم فرات بن حيّان العجلىّ، فخرج بهم على ذات عرق، طريق العراق.

قال ابن إسحاق: وفيها أبو سفيان بن حرب، وكان من حديثها أن قريشا خافوا طريقهم الذى كانوا يسلكون إلى الشام حين «١» وقعة بدر فكانوا يسلكون طريق العراق، فخرج منهم تجّار، وفيهم أبو سفيان بن حرب معه فضّة كثيرة، وهى أعظم تجارتهم.

قال ابن سعد: فبلغ النبىّ صلّى الله عليه وسلّم ذلك، فوجّه زيد بن حارثة فى مائة راكب، فاعترضوا لها، فأصابوا العير وأفلت أعيان القوم، وقدموا بالعير على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخمسّها، فبلغ الخمس قيمة عشرين ألف درهم، وقسم ما بقى بين «٢» أهل السريّة، وأسر فرات بن حيّان، فأسلم، فترك من القتل.

والقردة: من أرض نجد بين الرّبذة والغمرة.