كذا قضى الله للأقلام مذ بريت ... أن السيوف لها مذ أرهفت خدم
وغايره المتنبىّ على الطريق المألوف فقال:
حتى رجعت وأقلامى قوائل لى ... المجد للسيف ليس المجد للقلم
اكتب بها أبدا قبل الكتاب بنا ... فإنما نحن للأسياف كالخدم.
[وأما الطاعة والعصيان]
- فإنه قال: هذا النوع استنبطه أبو العلاء المعرّى عند نظره فى شعر أبى الطيّب، وسمّاه بهذه التسمية، وقال: هو أن يريد المتكلّم معنى من المعانى «١» التى للبديع فيستعصى عليه لتعذّر دخوله فى الوزن الذى هو آخذ فيه فيأتى موضعه بكلام غيره يتضمّن معنى كلامه، ويقوم به وزنه، ويحصل به معنى من البديع غير «٢» الذى قصده، كقول المتنبىّ:
يردّ يدا عن ثوبها وهو قادر ... ويعصى الهوى فى طيفها وهو راقد
فإنه أراد «٣» أن يقول: يردّ يدا عن ثوبها وهو مستيقظ، حتى إذا قال:
ويعصى الهوى فى طيفها وهو راقد
يكون فى البيت مطابقة، فلم يطعه الوزن، فأتى بقادر فى موضع مستيقظ لتضمّنه معناه، فإن القادر لا يكون إلا مستيقظا وزيادة، فقد عصاه فى البيت الطباق وأطاعه الجناس بين قادر وراقد، وهو جناس العكس؛