وكانت ولاية القاسم تّسمّى بالخلافة بقرطبة إلى أن أسّره ابن أخيه ستّة أعوام، ثم كان مقبوضا عليه ستّ عشرة سنة عند ابنى أخيه إلى أن مات- قيل ومات وهو ابن ثمانين سنة- وله من الولد محمد والحسن وأمهما أميرة بنت الحسن بن فنون بن إبراهيم العلوى.
[ذكر ولاية المعتلى يحيى بن على]
وكنيته أبو إسحاق، وقيل أبو محمد تسمّى بالخلافة بقرطبة فى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ثم هرب منها إلى مالقة فى سنة أربع عشرة. ثم سعى قوم من المفسدين فى إعادة دعوتة بقرطبة فى سنة ستّ عشرة ولم يدخلها، واستخلف عليها عبد الرحمن بن عطاف، ثم قطعت خطبته من قرطبة فى سنة سبع عشرة. وبقى يتردد إليها بالعساكر إلى أن اتفق جماعة البربر على طاعته، وسلموا إليه الحصون والقلاع والمدن، وعظم أمره فصار بقرمونة ليحاصر مدينة إشبيليه. فخرج يوما وهو سكران إلى خيل ظهرت من إشبيلية بقرب قرمونة، «١» فلقيها وقد كمن له كمناء، فلم يكن بأسرع من أن قتل، وذلك فى يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة سبع وعشرين وأربعائة، وكان له من الولد الحسن وإدريس.