ما يخاف. وقام عليه جماعة أهل قرطبة فى المدينة، وأغلقوا أبوابه دونه، فحاصرها نيّفا وخمسين يوما، ثم زحف أهل قرطبة فانهزموا عن القاسم. ولحقت كلّ طائفة ببلد فغلبت عليه، وذلك فى شعبان سنة أربع عشرة وأبعمائة وأعاد أهل قرطبة الدولة الأموية/ على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
قال «١» : وأما القاسم فقصد إشبيلية وبها ابناه محمد والحسن فلما عرف أهل إشبيلية خروجه عن قرطبة ومجيئه إليهم طردوا ابنيه ومن كان معهما، وضبطوا بلدهم وقدّموا على أنفسهم ثلاثة رجال؛ منهم القاضى أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عبّاد اللخمى، ومحمد بن مرثم الإهابى، ومحمد بن محمد بن الحسن الزبيدى، ومكثوا كذلك أياما مشتركين فى سياسة البلد وتدبيره، ثم انفرد القاضى أبو القاسم بن عباد على ما نذكره إن شاء الله.
ولحق القاسم بشريسش «٢» ، واجتمع البربر على تقديم ابن أخيه يحيى، وحصروا القاسم حتى صار فى قبضة ابن أخيه. وانفرد بولاية البربر، وبقى القاسم أسيرا عنده وعند أخيه إدريس إلى أن مات إدريس، فقتل القاسم خنقا فى سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وحمل إلى ابنه محمد بن القاسم بالجزيرة فدفنه هناك.