وطلبوا أرزاقهم لاربعة أشهر، فخرج إليهم بغا ووصيف وسيما فكلّمهم فقال لهم: خذوا التراب، ليس عندنا مال، وقال لهم بغا: نعم نسأل أمير المؤمنين، ودخلوا دار إشناس، ومضى سيما وبغا إلى المعتز وبقى وصيف فى أيديهم، فقتلوه ونصبوا رأسه على محراك تنوّر، فجعل المعتز ما كان لوصيف إلى بغا الشّرابى الصغير، وألبسه التاج والوشاحين.
[ذكر وفاة محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعى]
كانت وفاته فى الليلة الرابعة عشر من ذى القعدة، وكانت علّته قروحا أصابته فى حلقه ورأسه فذبحته، ولما اشتد مرضه كتب إلى عمّاله وأصحابه بتفويض ما إليه من الولاية إلى أخيه عبيد الله بن عبد الله، فلما مات تنازع ابنه طاهر وأخوه عبيد الله الصلاة عليه، فصلّى عليه ابنه، ثم وجه المعتز بعد ذلك الخلع إلى عبيد الله.
وفيها نفى أبو أحمد بن المتوكل إلى البصرة ثم ردّ إلى بغداد، ونفى على بن المعتصم إلى واسط ثم ردّ إلى بغداد.
وحجّ بالناس فى هذه السنة عبد الله بن محمد بن سليمان وفيها كان ابتداء دولة يعقوب بن الليث الصفّار وملك هراة وبوشنج على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخباره.
[ودخلت سنة أربع وخمسين ومائتين]
ذكر مقتل بغا الصغير الشّرابى
كان سبب قتله أنّه كان يحرّض المعتز على المسير إلى بغداد، والمعتز لا يوافقه على ذلك ويكرهه، واتفق أن بغا اشتغل بتزويج ابنته من صالح بن وصيف، فركب المعتز ومعه أحمد بن إسرائيل إلى كرخ سامرّا إلى بايكباك