للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

درهم، وقبضت لابن أخيه المذكور، واستمر الأمير صلاح الدين فى الاعتقال أحسن الله تعالى خلاصه بمنه وكرمه] .

وفى هذه السنة أمر السلطان أن يتوجه الأمير شرف الدين حسين بن جندر [بك] [١] الرومى أمير شكار [٢] ، أحد الأمراء الأكابر مقدمى الألوف بالديار المصرية إلى دمشق وكان قبل ذلك من أمراء الطّبلخاناه بها، فلما عاد السلطان إلى الديار المصرية فى سنة تسع وسبعمائة حضر فى خدمته، فأمّره [٣] فى الديار المصرية، ثم جعله من أمراء المائة مقدمى الألوف، وأمير شكار، وتقدم عند السلطان، وقرب منه، ووفر إقطاعه وميّزه، ثم أعاده الآن إلى الشام على إقطاع الأمير سيف الدين جوبان المنصورى، وكان نائب السلطنة بدمشق قد غضب على جوبان لأمر صدر منه، وضربه، فطلب إلى الأبواب السلطانية، وأقرّ فى جماعة الأمراء بها، وأعطى إمرة ستين فارسا، وتوجه الأمير شرف الدين حسين بن جندر إلى دمشق، فكان وصوله إليها فى يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر رجب سنة إحدى وعشرين.

وفيها فى يوم الأربعاء ثامن عشر شوال جلس قاضى القضاة بدر الدين محمد بن جماعة لإلقاء الدروس بزاوية الإمام الشافعى بجامع مصر عوضا عن شهاب الدين أحمد بن محمد الأنصارى، وذلك أن الفقهاء بالزاوية المذكورة شكوا منه، وقالوا: إنه استولى على الوقف، واختص بأكثره، فعزل من هذه الزاوية وغيرها، ثم اعتنى به فولى وكالة بيت المال بحلب، فتوجه فى ذى القعدة من السنة، ولم يطل مقامه بها.

[ذكر عود رسل السلطان من جهة الملك أزبك ووصول رسله صحبتهم وعودهم]

وفى هذه السنة- فى ذى القعدة- عادت رسل السلطان الذين كان قد بعثهم إلى الملك أزبك، وهم: الأمير سيف الدين طقصبا الظاهرى [٤] ، ومن


[١] الزيادة من «أ» ص ٢١.
[٢] أمير شكار: لقب مركب من أمير، وشكار- بكسر الشين- ومعناها فى الفارسية: الصيد. وهو لقب على الذى يتولى أمر الطيور والكلاب المعدة للصيد، السبكى (معيد النعم ومبيد النقم ص ٣٧) .
[٣] فى «أ» ص ٢٢ بالديار.
[٤] طقصبا الظاهرى، كان ممن ولى نيابة قوص، وغزا النوبة مرتين (فى سنتى ٧٠٥ هـ، ٧١٦ هـ) وعمر حتى جاوز المائة وهو يرمى النشاب ويركب الخيل، ومات سنة ٧٤٥ هـ (عن الدرر ٢/٢٥٥) .