[ذكر استيلاء عبد المؤمن على تلمسان وفاس ومكناسة وسلا وسبتة]
قال: ثم سار عبد المؤمن إلى تلمسان، وهى مدينتان بينهما شوط.
فرس: تاجررت «١» وبها أصحاب السلطان، والأخرى أجادير.
وتاجررت ينطق بها بجيم محيرة «٢» بين الكاف والجيم، وكذلك أجادير. وتاجررت محدثة البناء، وأجادير قديمة. فامتنعت أجادير وتأهب أهلها للقتال. وأما تاجررت فكان بها يحيى بن الصحراوية «٣» واليا عليها فخرج منها بعسكره فارا إلى مدينة فاس. ودخلها عبد المؤمن، فلقيه أهلها بالخضوع والاستكانة. فلم يقبل ذلك منهم وقتل أكثرهم.
ثم رحل عنها فى سنة أربعين وخمسمائة إلى مدينة فاس. ورتب على أجادير جيشا يحصرها «٤» ، وجعل عليهم يوسف بن وانودين ابن تامصلت الهنتاتى «٥» . فداوم الحصار وضيق على من بها، ونصب عليها المجانيق وأبراج الخشب والدبابات. ودام الحصار نحو سنة «٦» وكان المقدم على أهلها الفقيه عثمان. فلما اشتد الحصار على أهلها،