للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والظّهير أخو الفقيه عيسى [الهكارى] «١» ، وكان والى البيت المقدّس، جمع العلم والدّين والشجاعة، والحاجب خليل الهكّارى، وجمال الدّين بن رواحة الحموىّ، ولم يكن بالمصافّ. وأسر من الفرنج مقدّم الدّاويّة! وكان السّلطان قد أسره فيما تقدّم وأطلقه، فقتله الآن.

قال: وأمر السّلطان بجمع القتلى وإلقائهم فى النّهر الذى يشرب منه الفرنج.

قال العماد الأصفهانى رحمه الله: ومن العجب أنّ الذين ثبتوا فى هذه الوقعة لم يبلغوا ألفا، ردّوا مائة ألف، وآتاهم الله قوة بعد ضعف.

قال ابن الأثير: وأخذ فى جملة الأسرى ثلاث نسوة فرنجيّات كنّ يقاتلن على الخيل، فلما أسرن وألقى عنهنّ السلاح عرفن «٢» .

ذكر رحيل السّلطان عن منزلته وتمكّن الفرنج من حصار عكّا

كان رحيله فى رابع شهر رمضان من السّنة. وسبب ذلك أنه لما قتل من الفرنج هذه المقتلة العظيمة جافت الأرض منهم وتغيّر الهواء، وحدث للأمزجة فساد، وحصل للسّلطان مرض القولنج، وكان يعتريه، فأشار عليه الأمراء والأطباء بالانتقال، وقالوا لو أراد الفرنج أن ينصرفوا لما قدروا فإنّا قد ضيقنا عليهم؛ والرأى أن ينثقل عن هذه المنزلة، فإن رحلوا فقد كفينا شرّهم، وإن أقاموا عدنا إلى القتال، فوافقهم. وكان بئس الرّأى.