إلى الفاروق ينتسب ابن ليلى «١» ... ومروان الذى رفع العمادا
ومن ذلك ما قيل إنه غنّاه من شعر الأشهب بن رميلة «٢» :
ألا يا دين قلبك من سليمى ... كما قد دين قلبك من سعادا
هما سبتا الفؤاد وهاضتاه «٣» ... ولم يدرك بذلك ما أرادا
قفا نعرف منازل من سليمى ... دوارس بين حومل أو عرادا
ذكرت لها الشباب وآل ليلى ... فلم يزد الشباب بها مزادا
فإن تشب الذوائب أمّ عمرو ... فقد لاقيت أياما شدادا
وممّن غنّى من خلفاء الدولة العباسية، ممن دوّنت له صنعة، الواثق بالله
أبو جعفر هارون بن المعتصم بالله بن الرشيد. حكى أبو الفرج الأصفهانىّ بسند رفعه إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ قال: دخلت يوما دار الواثق بالله بغير إذن إلى موضع أمر أن أدخله إذا كان جالسا، فسمعت صوت عود من بيت وترنّما لم أسمع أحسن منه. فأطلع خادم رأسه ثم ردّه وصاح بى، فدخلت وإذا أنا بالواثق بالله. فقال:
أىّ شىء سمعت؟ فقلت: الطلاق كامل لازم له وكلّ مملوك له حرّ، لقد سمعت ما لم أسمع مثله قطّ حسنا! فضحك وقال: وما هو؟ إنما هذه فضلة أدب وعلم مدحه الأوائل واشتهاه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم والتابعون بعدهم وكثر فى حرم الله عز وجلّ ومهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أتحبّ أن تسمعه؟
قلت: إى والله الذى شرّفنى بخطابك وجميل رأيك. فقال: يا غلام، هات العود وأعط