للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والاعتصام بها، واستولوا على أمواله الّتى بها. فمضى إلى حلب، ومنها إلى الرّقّة، فتبعه خمارويه، ففارقها. وعبر خمارويه الفرات وسار فى أثره، فوصل إلى مدينة بلد «١» ، وسبقه ابن أبى السّاج إلى الموصل، ثمّ فارقها إلى الحديثة «٢» ، وأقام خمارويه ببلد، وعمل له سريرا طويل الأرجل، وكان يجلس عليه فى دجلة.

[ذكر الدعاء لخمارويه بطرسوس]

وفى سنة سبع ومائتين دعا يازمان بطرسوس لخمارويه. وسبب ذلك أنّ خمارويه أنفذ إليه ثلاثين ألف دينار، وخمسمائة ثوب، وخمسمائة مطرف، وسلاحا كثيرا، فلمّا وصل ذلك إليه، دعا له، ثمّ وجّه إليه خمسين ألف دينار.

ثم توفى يازمان فى جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين، فخلفه ابن عجيف، وكتب إلى خمارويه بوفاة يازمان، فأقرّه على ولاية طرسوس، وأمدّه بالخيل [١٢] والسّلاح والذّخائر، ثمّ عزله، واستعمل عليها ابن عمّه محمّد ابن موسى بن طولون.

[ذكر الفتنة بطرسوس]

وفى سنة ثمان وسبعين ومائتين ثار النّاس بطرسوس بالأمير محمد بن موسى، فقضوا عليه. وسبب ذلك أنّ الموفق كان له خادم من خواصه يقال