للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحلف بالله إنكم لتفرقون الناس بالسيف [١] فرّق قوم لا تصير أمورهم إلّا إلى السيف!» فقال ابن السوداء: قد قال قولا.

وقال شريح بن أبى أوفى: «أبرموا أمركم قبل أن يخرجوا [٢] ، ولا تؤخروا أمرا ينبغى لكم تعجيله، ولا تعجّلوا أمرا ينبغى لكم تأخيره فإنّا عند الناس بشرّ المنازل، ولا أدرى ما الناس صانعون إذا ما هم التقوا!» وقال ابن السوداء: «يا قوم، إن عزّكم فى خلط الناس، فإذا التقى الناس غدا فأنشبوا القتال، ولا تفرغوهم للنظر، فمن أنتم معه لا يجد بدّا من أن يمتنع، ويشغل الله عليّا وطلحة والزّبير ومن رأى رأيهم عمّا تكرهون!» .

فأبصروا الرأى، وتفرّقوا عليه، والناس لا يشعرون.

[ذكر مسير على رضى الله عنه ومن معه من ذى قار إلى البصرة ووقعه الجمل]

قال: ولما أصبح علىّ رضى الله عنه سار من ذى قار وسار معه الناس حتّى نزل على عبد القيس، فانضمّوا إليه، ثم سار فنزل الزاوية، وسار من الزاوية يريد البصرة، وسار طلحة والزّبير وعائشة من الفرضة، فالتقوا عند موضع قصر عبيد الله بن زياد، وذلك فى النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، [حكاه ابن الأثير [٣] ،


[١] كذا جاء فى النسخة (ك) ، وجاء فى (ن) «لتفرقون السيف» .
[٢] كذا جاء فى المخطوطة، وعند ابن جرير «تخرجوا» ، وعند ابن الأثير «تحرجوا» .
[٣] فى الكامل ج ٣ ص ١٢١.