للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وأما الأمراء الذين توجهوا إلى خربندا]

فإنه أكرمهم وأقاموا فى خدمته مدة [٧٤] ، فأعطى الأمير جمال الدين الأفرم همذان، فتوجّه إليها ومات بها ودفن بها. وبلغنا أنه عمّر له تربة، ووقف عليها فى كل سنة جملة من أموال همذان.

ومات الزّردكاش، وبيسرى الحسامى فيما بلغنا واستمر قراسنقر عند التتار إلى أن مات فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة على ما نذكره إن شاء الله تعالى.

[نعود إلى سياقة الأخبار فى سنة إحدى عشرة وسبعمائة]

فيها كانت وفاة القاضى مجد الدين أبى الرّوح عيسى بن عمر بن عبد المحسن بن الخشاب المخزومى الشافعى [١] بالقاهرة، فى يوم الإثنين ثامن شهر ربيع الأول، ودفن بتربته بالقرافة، وكان من أعيان الفقهاء الشافعية، ومن رجال الدهر دهاء، وولى المناصب الجليلة: وكالة بيت المال سنين كثيرة، وولى نظر الحسبة بالقاهرة، ودرس بأجلّ المدارس، وعين [٢] للقضاء مرار وحرص على ذلك فلم ينله، وفرقت مناصبه بعده، فولى القاضى بدر الدين محمد بن جماعة تدريس الناصرية، وولى ولده صدر الدين أحمد وكالة بيت المال، وولى الصاحب ضياء الدين النشائى تدريس زاوية الشافعى بمصر.

وتوفى القاضى جمال الدين أبو الفضل محمد بن الشيخ الإمام جلال الدين أبى العز المكرم بن على بن [٣] أحمد بن أبى القاسم الأنصارى الخزرجى الأفريقى الأصل من ولد رويفع [٤] بن ثابت [الأنصارى] رضى الله عنه، وكانت وفاته بالقاهرة فى حادى عشر شعبان، ودفن بالقرافة، ومولده بالقاهرة فى يوم


[١] له ترجمة فى الدرر الكامنة ٣: ٢٠٦.
[٢] كذا فى الأصول، والمراد ورشح للقضاء.
[٣] لفظ «ابن» سقط من ك.
[٤] فى الأصول «رفيع» والمثبت من الدرر الكامنة ٤: ٢٦٢. وانظر الوافى بالوفيات ٥: ٥٤، وفوات الوفيات ٤: ٣٩، وشذرات الذهب ٦: ٢٦، والدليل الشافى ٢: ٧٠٦ والاضافة عنها وهو صاحب لسان العرب.