للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففارق دمشق وتوجه إلى قلعة بعلبك. ودخل الأمير علاء الدين البندقدار دمشق، وحلف الناس للسلطان الملك الظاهر وجهز إلى بعلبك من أحضر الحلبى تحت الأحتياط. وكتب بذلك إلى السلطان، فجدد السلطان المناشير للأمراء والجند، وقرر الحديث فى الأموال ونيابة القلعة للأمير علاء الدين طيبرس الوزيرى، ورسم باحضار الحلبى، فلما وصل إليه اعتقله بقلعة الجبل، ثم أطلقه بعد ذلك وخلع عليه، واستمر فى الخدمة إلى أن جهزه إلى نيابة حلب. هذا ما اتفق بدمشق.

[ذكر ما اتفق بحلب فى أمر النيابة]

كان السلطان الملك المظفر قد استناب بالمملكة الحلبية الملك المظفر علاء الدين ابن صاحب الموصل، ولقبه بالملك السعيد على ما ذكرناه، فتوجه إلى حلب، وحصلت منه أمور أنكرها عليه الأمراء، وكان الملك المظفر قطز قد أقطع جماعة من الأمراء العزيزية والناصرية بالبلاد الجبلية، فلما اتصل بهم قتل الملك المظفر اجتمعوا وقبضوا على الملك السعيد ونهبوا وطاقة، وكان قد برز إلى الباب المعروف بباب الله «١» للقاء التتار، واستولوا على خزائنه فلم يجدوا فيها مالا طائلا، فتهددوه بالعذاب إن لم يقر لهم بالمال، فأخرج لهم من تحت الأشجار مالا كان قد دفنه، تقدير خمسين ألف دينار مصرية، ففرقت فى الأمراء واعتقلوا الملك السعيد بالشغر «٢» ، ثم أفرجوا عنه بعد ذلك، وقدموا عليهم الأمير حسام الدين الجوكندار العزيزى، فكتب السلطان إليه تقليد بنيابة المملكة الحلبية.