للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعزلتك. فقال: قد راحنى الله، وقام من المجلس ولم يول غيره، وسعى من له تشوّف [١] إلى القضاء، فلما اتصل خبر سعيهم بالسلطان، أعاد قاضى القضاة زين الدين، وخلع عليه فى يوم الأحد سادس شهر رجب من السنة.

[ذكر عدة حوادث بالشام فى سنة إحدى عشرة وسبعمائة]

فى هذه السنة فى ثالث المحرم توجه الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى من دمشق إلى نيابة السلطنة بحلب كما تقدم، ولما توجه رسم للأمير سيف الدين بهادر السّنجرى نائب السلطنة بقلعة دمشق بتنفيذ الأمور إلى أن يصل نائب السلطنة، فجلس بالقلعة، وحضر إليه الصاحب عز الدين وغيره، واستخدم الصاحب المذكور جماعة من المباشرين فى هذه المدة، فتغيّر الأمير سيف الدين كراي عليه عند وصوله بسبب ذلك، ثم وصل نائب السلطنة الأمير سيف الدين كراى إلى دمشق فى يوم الخميس العشرين من المحرم، ونزل بدار الأمير علم الدين سنجر الجاولى المشرفة على الميدان، ونصب بالميدان خيمة، ولبس تشريف النيابة فى يوم الإثنين خامس عشرين الشهر، وفرىء تقليده بالميدان بحضرة الأمراء، ثم قرئ ثانيا فى يوم الجمعة سلخ الشهر بالجامع، ثم توجه الأمير سيف الدين أرغون إلى الأبواب السلطانية فى مستهل صفر، وكان لما عاد من حلب عرّج إلى طربلس، واجتمع بالأمير جمال الدين الأفرم نائب السلطنة بها، وأحضر إليه أمثلة السلطان تتضمن ذكر السبب الموجب القبض على أسندمر، ويطّيب قلبه. ولما حضر تلقّاه نائب السلطنة والأمراء، وبات ليلة واحدة، وركب من الغد فى الموكب، وجلس بدار العدل مع نائب السلطنة، ثم توجه فى بقية يومه، وركب نائب السلطنة والأمراء لوداعه، وسكن خاطر الأمير جمال الدين الأفرم بعد قلق كثير.

وفى يوم الخميس ثالث عشر صفر وصل الأمير سيف الدين طوغان المنصورى من الأبواب السلطانية إلى دمشق متوليا وظيفه الشاد بها عوضا عن الأمير فخر الدين إياز وقبض على إياز فى يوم الثلاثاء من عشر الشهر،


[١] فى ك «شرف» . وفى ص «شوق» والمثبت من ف.