للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرج بعض ملوك الفرس الى الصيد، فكان أوّل من استقبله أعور فأمر بضربه وحبسه، ثم خرج وتصيّد صيدا كبيرا، فلمّا عاد استدعى الأعور وأمر له بصلة، فقال الأعور: لا حاجة لى في صلتك، ولكن ائذن لى في الكلام، فقال: تكلّم! قال:

لقيتنى فضربتنى وحبستنى، ولقيتك فصدت وسلمت فأيّنا أشأم؟ فضحك وخلاه.

[الفراسة والذكاء]

يقولون: عظم الجبين يدلّ على البله، وعرضه يدلّ على قلة العقل، وصغره على لطف الحركة، والحاجبان اذا اتصلا على استقامة دلّا على تخنيث واسترخاء، واذا تزججا نحو الصّدغين دلّا على طنز واستهزاء، والعين اذا كانت صغيرة الموق دلّت على سوء دخلة، وخبث شمائل، واذا وقع الحاجب على العين دلّ على الحسد، والعين المتوسطة في حجمها دليل فطنة وحسن خلق ومروءة، والناتئة على اختلاط عقل، والطائرة على حدّة، والتى يطول تحديقها على قحة وحمق، والتى تكسر طرفها على خفّة وطيش، والشّعر على الأذن يدلّ على جودة السمع، والأذن الكبيرة المنتصبة تدلّ على حمق وهذيان.

وحكى: أن أبا موسى الأشعرىّ وجّه السائب بن الأقرع في خلافة عمر بن الخطّاب رضى الله عنه الى مهرجا بعد أن فتحها ودخل دار الهرمزان بعد أن جمع السبى والغنائم، ورأى في بعض مجالس الدار تصاوير فيها مثال ظبى وهو مشير بإحدى يديه الى الأرض، فقال السائب: لأمر ما صوّر هذا الظبى هكذا، إن له لشأنا، فأمر بحفر الموضع الذى الإشارة اليه فأفضى الى موضع فيه حوض من رخام، فيه سفط جوهر فأخذه السائب وخرج به الى عمر رضى الله عنه.