للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر غزوة بلاد الغور واستيلائه عليها]

وبلاد الغور تجاور غزنه، وهى جبال منيعة، ومضايق، وكان أهلها قد كثر فسادهم، وتعديهم يقطعون الطريق ويخيفون السبيل، فأنف يمين الدولة من ذلك، فسار إليهم في سنة إحدى وأربعمائة، وقاتلهم أشد قتال، ثم سار إلى عظيم الغورية المعروف بابن سورى وهو بمدينة آهنكران، فبرز من المدينة في عشرة آلاف مقاتل، فقاتلهم إلى أن انتصف النهار، فأمر يمين الدولة أن ينهزم المسلمون، فانهزموا وتبعهم ابن سورى حتى أبعدوا عن المدينة، ثم عطف المسلمون على الغوريه، ووضعوا فيهم السيف، وملك المدينة، وأسر بن سورى، فشرب سمّا كان معه، فمات، وأظهر يمين الدولة شعائر الإسلام في بلاد الغور، وجعل عندهم من يعلمهم شعائر الإسلام وشرائعهم. ثم سار إلى طائفة أخرى من الكفار، فقطع مفازة رمل، ولحق عساكره عطش عظيم حتى كادوا يهلكون بسببه، فأرسل الله تعالى عليهم مطرا سقاهم، وسهل عليهم سلوك الرمل، فوصلوا إلى الكفار ومعهم ستمائة فيل، فقاتلهم أشد قتال كان الظفر فيه للمسلمين، وانهزم الكفار، وأخذ غنائمهم وعاد سالما.