واختفى إسحاق فشدّد عليه الطلب وضيّق عليه، فاستأمن إلى حمّويه فأمّنه وحمله إلى بخارى، فأقام بها إلى أن مات. وأمّا ابنه إلياس فسار إلى فرغانة فكان بها إلى أن خرج في سنة ست عشرة.
[ذكر مخالفة منصور بن اسحاق]
وفي سنة اثنتين وثلاثمائة خالف منصور بن إسحاق بن أحمد، على الأمير نصر بن أحمد، ووافقة على ذلك الحسين بن على المروروذى ومحمد بن حيد»
، وكان سبب ذلك أن الحسين لمّا فتح سجستان في الدفعة الأولى في أيام الأمير أحمد بن إسماعيل طمع أن يتولّاها، فولّاها منصور بن إسحاق، ثم افتتحها ثانيا وظن أنّه يتولّاها، فوليها سيمجور على ما قدّمناه، فاستوحش لذلك ونفر خاطره، وتحدّث مع منصور بن إسحاق في الموافقة والتعاضد بعد موت الأمير أحمد، على أن تكون إمارة خراسان لمنصور ويكون الحسين خليفته، فلمّا قتل الأمير أحمد كان منصور بنيسابور والحسين بهراة، فأظهر الحسين العصيان وسار إلى منصور بنيسابور، يحثه على ما اتّفقا عليه فوافقه منصور، وأظهر الخلاف وخطب لمنصور بنيسابور، فتوجّه إليهما حمّويه بن على من بخارى في عسكر كثيف، فاتّفق وفاة منصور، فقيل سمّه الحسين، فلمّا قاربه حمّويه سار الحسين عن نيسابور إلى هراة وأقام بها، وكان محمد