للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ما قيل فى طبائعها، وعاداتها، والمحمود من صفاتها، ومحاسنها، والعلامات الدالّة على جودة الفرس ونجابته:

قالت العرب: والخيل نوعان: عتيق وهو المسمى فرسا، وهجين وهو المسمّى برذونا. والفرق بينهما أنّ عظم البرذون أغلظ من عظم الفرس؛ وعظم الفرس أصلب وأثقل من عظم البرذون؛ والبرذون أحمل من الفرس، والفرس أسرع من البرذون؛ والعتيق بمنزلة الغزال، والبرذون بمنزلة الشاة.

وفى طبع الفرس: الزّهو، والخيلاء، والعجب، والسرور بنفسه، والمحبّة لصاحبه.

وفى طبعه: أنه لا يشرب الماء إلا كدرا؛ حتى إنه يرد الماء وهو صاف فيضرب بيده فيه حتى يكدّره ويعكّره. وربما ورد الماء الصافى وهو عطشان فيرى خياله فيه فيتحاماه ويأباه، وذلك لفزعه من الخيال الذى يراه فى الماء. وهو يوصف بحدّة البصر. وفى طبعه: أنه متى وطئ أثر الذئب خدرت قوائمه حتى لا يكاد يتحرّك، ويخرج الدّخان من جلده؛ وإذا وطئته الأنثى وهى حامل أزلقت. «١» والأنثى من الخيل تحمل سنة كاملة؛ هذا هو المعروف من عادتها. وأخبرنى بعض من أثق الى قوله أنه كان يملك حجرا «٢» تحمل ثلاثة عشر شهرا. وسمعت أن عند التّتر «٣» جنسا من خيلها تحمل الفرس منها تسعة أشهر وتضع. وقال لى الناقل: إنّ هذا أمر مشهور عندهم معروف مألوف لا ينكرونه ولا يتعجبون.