للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سنة ستّ وستمائة فى شهر ربيع الأول عزل فخر الدين بن أمسينا عن نيابة الوزارة، وألزم بيته، ثم نقل إلى المخزن، وولى بعده لنيابة الوزارة مكين الدين محمد بن محمد بن القمى كاتب الإنشاء ولقب مؤيد الدين، ونقل إلى دار الوزارة.

وفى مسنة اثنتى عشرة وستمائة فى العشرين من ذى القعدة توفى الملك المعظم أبو الحسن على ولد الخليفة الناصر لدين الله- وهو الولد الصغير- فحصل للخليفة عليه ألم عظيم لم يسمع بمثله، وأمر الخليفة أن لا يعزّوه به وكانت له جنازة عظيمة لم يسمع بمثلها، ولم ييق ببغداد منزل إلا وفيه نعى.

[ذكر وفاة الناصر لدين الله وشىء من أخباره وسيرته]

كانت وفاته فى آخر ليلة من شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وكانت علّته عشرين يوما إصابة دوسنطاريا. وكانت مدة خلافته ستا وأربعين سنة وعشرة أشهر وثمانية وعشرين يوما، قال ابن الأثير «١» : وكان قبيح السيرة فى رعيته ظالما، فخرّب فى أيامه العراق وتفرّق أهله فى البلاد، فأخذ أموالهم وأملاكهم.

وكان كثير التلوّن يفعل الشىء وضدّه، فمن ذلك أنه عمل دور الضيافة ببغداد ثم قطعها، ثم عمل دارا لضيافة الحج وأبطلها، وأطلق بعض المكوس التى جددها ببغداد ثم أعادها، وجعل جلّ همه